كشفت دراسة أمريكية أن تناول الأطفال الرضع للفول السوداني بشكل منتظم خلال الأشهر الإحدى عشر الأولى من حياتهم من شأنه أن يقيهم من الإصابة بالحساسية المفرطة منه في وقت لاحق.
في بحث تتعارض نتائجه مع نصائح طبية راسخة ظلت تتردد سنوات طويلة،
كشف العلماء أن الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بفرط الحساسية بعد تناول الفول
السوداني كان يمكنهم تجنب ذلك لو كانت أمهاتهم أعطتهم الفول السوداني بصفة منتظمة
خلال الأشهر الإحدى عشر الأولى من حياتهم.
وأظهرت هذه الدراسة -وهي الأولى التي توضح أن تناول أطعمة معينة هو
خير سبيل فعال لمنع الإصابة بفرط الحساسية- تراجعا بنسبة 80 في المائة في شيوع
الإصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني بين الأطفال الأكثر عرضة للإصابة ممن
تناولوه بين الحين والآخر في طفولتهم وذلك بالمقارنة بالأطفال الذين تجنبوا ذلك.
وقال جديون لاك الذي أشرف على الدراسة، التي نشرت نتائجها في دورية
نيو انجلاند الطبية، في كينجز كوليدج بلندن "إنه تطور اكلينيكي مهم يتعارض مع
الإرشادات السابقة".
وأضاف "ربما يتطلب الأمر توجيهات جديدة للحد من
معدلات الإصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني بين أطفالنا".
وتزايدت معدلات الإصابة بفرط الحساسية الغذائية في العقود الأخيرة،
فيما يصيب فرط الحساسية من الفول السوداني بين واحد وثلاثة في المائة من الأطفال
في أوروبا الغربية وأستراليا والولايات المتحدة.
ويسبب الفول السوداني تفاعلات
خطيرة تتعلق بفرط الحساسية لدى 0.9 في المائة من سكان تلك المناطق منهم نحو 400
ألف طفل في سن الدراسة.
وينشأ فرط الحساسية من الفول السوداني في مراحل مبكرة من حياة
الأطفال وقلما يتخلصوا منه مع زيادة السن.
وتتفاوت أعراض هذه الحساسية بين صعوبة
التنفس وانخفاض ضغط الدم وتورم اللسان أو العينين أو الوجه وآلام المعدة والغثيان
والقيء والطفح الجلدي والبثور والالتهاب والألم والوفاة في بعض الحالات.
وتضمنت
دراسة لاك اختيار عينات عشوائية وأخرى للمقارنة شملت 640 طفلا تراوحت أعمارهم بين
أربعة أشهر و11 شهرا من مستشفى ايفلينا لندن للأطفال ممن يعتبرون عرضة لخطر
الإصابة بفرط الحساسية من الفول السوداني لأنهم يعانون بالفعل إما من الاكزيما
الحادة وإما من فرط الحساسية من البيض أو كليهما.
وطلب من نصف عدد هؤلاء الأطفال
تناول أطعمة تحتوي على الفول السوداني ثلاث مرات أو أكثر أسبوعيا، فيما تجنب
النصف الآخر تناول الفول السوداني حتى بلغوا من العمر خمس سنوات.